¤ نص الاستشارة:
أيها الإخوة أنا فتاة بلغت سن الرشد وأعاني من والدي كونهما لا يقدران رأيي، عكس أختي الأصغر مني سنا والتي تقدم نفسها على أنها الآمر الناهي في البيت...أصبحت أشك أن والداي يكرهانني...وهما الآن يريدان مني أن أتزوج من شخص لا أعرفه وإنما لكونهما يثقان به أكثر من شخص آخر نعرفه كلنا وأنا أميل إليه، وهم يرفضونه رفضا قاطعا...كيف أجعل أهلي يقدرونني ويأخذون برأيي..؟
[] الـــــــرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لكِ الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
لا أظن أن في رفضهم الخاطب الذي تريدينه، أو في إجبارك على خاطب لا تميلين إليه، ما يدل على أنهم يفضلون أختك الصغرى عليك، فلا دخل لشقيقتك الصغرى في الخاطبين الذين طلبا يدك.
وأرجو أن تحملي تصرفهم هذا على أحسن المحامل، وإعلمي أن الشريعة عندما جعلت للأولياء كلمة ورأيا، قصدت مصلحة الفتاة التي لا خبرة لها بالرجال، ولا تعرف منهم إلا الأشكال والمظاهر، والرجال أعرف بالرجال، كما أن كبيرات السن من أمهات وجدات يملكن خبرات واسعة في أحوال الناس، وما يدور في بيوتهم وأصولهم وقبائلهم وتاريخهم.
ومن هنا فنحن ننصحك أن تهتمي بوجهة نظرهم وتجتهدي في برهم، ولا مانع من مناقشة الأمر معهم بهدوء، وأرجو أن تجدي من الخالات والعمات من يقف معك ويتفهم وجهة نظرك.
والأدب والإيجابية والقدرة على الأخذ والرد، وإحترام رأي الآخرين، مؤهلات مهمة لمن تريد أن تناقش، ونحن نتمنى أن تخرجي هذه الأفكار من عقلك، وتقبلي وترفضي ولكن بأدب وإحترام، وربما كانت هذه الأخت مختلفة في طبيعتها، والإنسان هو الذي يفرض شخصيته وذلك بإحترام آراء الآخرين، وبحسن عرضه لوجهة نظره ولسعة صدره.
فلا تترددي في إنتزاع حقك الشرعي في القبول والرفض مع ضرورة تحرى الأدب والحكمة.
فإشغلي نفسك بطاعة الله وعمري حياتك بذكره وشكره، وإبتعدي عن المقارنات الكثيرة، وإعلمي أن خوف الأسرة على البنت الكبيرة وحرصهم على زواجها، أكبر من حرصهم على الصغيرة وزواجها، ومن هنا فلابد من التماس العذر لوالديك وحمل تصرفاتهما على أحسن الوجوه.
ولا مانع من محاورة أهلك بهدوء حتى تتمكني من تغيير أسلوب وطريقة تعاملهم، ولا أظن أن في ذلك صعوبة لكنه أمر يحتاج إلى بعض الوقت.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
المصدر: موقع رسالة الإسلام.